إنقاذ اللغة العربية: نصر بن عاصم الليثي ودوره في تنقيط الحروف

التصنيف

مع توسع الفتوحات الإسلامية ودخول الكثير من العجم (غير العرب) في الإسلام، كثر تلحين القول وضعفت اللغة العربية لدى الأجيال الأصغر سنًا. حمل العرب هم ركاكة اللغة على ألسن أبنائهم وخافوا من ضياعها. من المعروف أن الأحرف في الماضي لم تكن على شكلها الآن، الأحرف والكلمات كانت تكتب من دون تشكيل أو نقط، ولأن العرب كانوا على دراية كاملة باللغة العربية بكل قواعدها ونطقها، كانوا قادرين على قراءة الكلمات من دون النقاط أو وضع التشكيل. 

 

بداية تنقيط الحروف

 

مع ازدياد عدد المسلمين غير العرب من ثقافات مختلفة والبعض منهم يتحدثون بلغة بعيدة تماما عن اللغة العربية، أصبحوا يقرءون القرآن الكريم بلحن، أي بطرق غير صحيحة، بل تناسب لهجاتهم ولغتهم. من هنا استدعى الأمر إلى أن يتم وضع قوانين وتشكيل ثم تنقيط الحروف حفاظا على اللغة العربية.

 

لقد ذكرنا في مقالة "أهمية التشكيل في اللغة العربية" عن أبو الأسود الدؤلي الذي وضع جذور النحو والتشكيل. من تلاميذ أبو الأسود الدؤلي، نصر بن عاصم الليثي الذي وضع النقاط على الحروف هو  ويحيى بن يعمر العدواني في منتصف القرن الأول الهجري، وتحديدًا في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وكانت النقط لا تستعمل مع الحروف قبل ذلك إلا في توضيح التشكيل. يرجع الفضل في التنقيط إلى نصر بن عاصم بن عمرو بن خالد بن حرام بن أسعد بن وديعة بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر من قبيلة بني كنانة، وهو من أهم الفقهاء وعلماء اللغة العربية في التاريخ، وينسب إلى قبيلة بني كنانة. عمل على تنقيط الحروف بدافع المحافظة على القرآن الكريم ولتسهيل قراءته على الأعاجم. 

 

ما الحروف الذي تم تنقيطها؟

  1. الباء
  2. التاء
  3. الثاء
  4. النون
  5. الفاء
  6. القاف
  7. العين
  8. الغين
  9. الجيم
  10. الخاء
  11. الضاد
  12. الشين
  13. الياء

 

بتنقيط تلك الحروف، يتم الابتعاد عن تلحين الكلام والقراءة بشكل ركيك، خصوصًا في الحروف المتشابهة، فمثلًا بوضع النقطة فوق الضاد يتم تميزها عن الصاد الذي لا نضع نقطة فوقها، ويتم تسهيل القراءة وفهم الكلمات المكتوبة.

هناك رواية تقول إن هناك رجلًا من الروم ذهب إلى الحجاج بن يوسف الثقفي وألقى عليه بعض الأبيات الشعرية بطريقة ركيكة جدًا مما جعل الحجاج أن يضحك على تلحين كلام الرجل. بعد تلك الواقعة طلب الحجاج بن يوسف الثقفي من نصر بن عاصم الليثي أن يصحح طريقة الرجل الرومي الذي وضع النقاط في غير موضعها، وأن يضع ابن عاصم هو النقاط بطريقتها الصحيحة.

 

يقال إنه كان يطلق على نصر بن عاصم "نصر الحروف". تم ذكر في كتاب "الأمصار" الذي كتبه الجاحظ، أن نصر بن عاصم الليثي هو أول من وضع النقط في المصاحف. الآن يمكننا أن نميز جميع الحروف، ويرجع هذا الفضل إلى أبي الأسود الدؤلي وتلميذه  نصر بن عاصم الليثي، الذي بدونهما كنا سوف نواجه صعوبة كبيرة في فهم الحروف وتمييزها، خصيصًا أن هناك الكثير من الكلمات المتشابهة كتابةً ولفظًا، ولكن يختلف معنى الكلمة تمامًا.

 

تدقيق إملائي أسهل مع صححلي

يقدم موقع صححلي الإلكتروني العديد من المزايا التي سوف تسهل عليك الكثير، وتساعدك في إنجاز كتابتك بشكل أسرع وأكثر دقة. هذا بالإضافة إلى أنك سوف توفر المال، لعدم حاجتك إلى مدقق لغوي أو إملائي. يوفر موقع صححلي الإلكتروني خدمات التشكيل بكافة أنواعها، مثل تشكيل إلزامي، وتشكيل نصوص كلي، تشكيل أواخر الكلمات. لا تتردد في الاعتماد على موقع صححلي الإلكتروني في مساعدتك على إتمام كافة كتاباتك.